Notre histoire Arabic Version – تاريخنا

تأتي شهادةُ الحبيب بورقيبة الابن (1927ـ-2009) التي تُنشر اليوم ، بموافقة من أسرته ، في الإبّان لتعيد إلى الذاكرة العمق التاريخي للعمل الذي أنجزه بورقيبة وكذلك طرافةَ رؤيةٍ ونهج سياسي جعلا من تونس أمة رائدة محترمة .

يتوغّل بنا النص منذ الوهلة الأولى في تاريخ الحبيب بورقيبة الابن الشخصي، وهو النجلُ الأوحد لبورقيبة ، مؤسس أول جمهورية فتية هي الجمهورية التونسية ، وقد ورث عنه الاسم واللقب ، ومعهما حماس البدايات و عنفوانها. ومن عمل التذكر هذا ، المحفوف بالمخطر ، يتوصّل الوريث المعتزّ بميراثه ، وهو يبحرُ بين شِعاب التاريخ وشعاب الذاكرة يسبر أغوارها ، في كثير من الرشاقة والأناقة محافضا على مساره الصحيح في قلب العواصف العائلية والسياسية التي تهز الأمة بتمامها وكمالها.
وبكثير من العاطفة و التأثر، يأخذ ما يكفي من الوقت لكي يتملّى تلك الآونة الهشة ، لحظة بناء ذاته ، وشخصيته المستقلة أيما استقلال عن شخصية أبيه المؤسس. فيتيح لنا هكذا أن نُقَدّر مدى الطريق التي قطع ، في كثير من الأحيان على حساب صحته، وهو يتأمل هشاشة الصروح السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي يُعتقد أنها قد شيدت حتى تستمر إلى أبد الآبدين .
يبدأ من الخيار الاشتراكي مع أحمد بن صالح إلى اللحظة الليبرالية مع الهادي نويرة ، إلى العقد المبتور الذي ابتدأه مزالي حتى يصل إلى ابن علي ، مستعرضا ثلاثين سنة من النضال ومن السّلطة.

وهو بالنسبة إلى تونسيي اليوم ، يسرد التاريخ ويُدركه ، مثلما حلم به ، وصاغهُ أو سار ضده في لحظة مفصلية من مصيرهم الوطني،. بل أفضل من ذلك، فهو يستبق التاريخ . يعلن لهم الحبيب بورقيبة الابن عودة البورقيبية السّمْحَة الخيّرة وقد تخلصت أخيرا مما ارتكبه البلاط من أعمال شائنة ومن آخر ما أتاه من زيغ و انحراف.وبحمية وحماس، يصرّ على أن يحذّرهم من إغراءات إقحام الإسلام في السياسة .إن سبيل النجاة الوحيد بالنسبة إليه كما بالنسبة إلى والده يظل سبيل العقل.

أدار اللقاءات محمد كرّو ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تونس المنار، مؤلف العديد من المقالات والكتب بما في ذلك مقال أخير بعنوان » الثورة الأخرى « (2018).